يكون بديلا ـ حسب منطق إبليس لعنه الله ـ عن الشرك بالله ، مهما بالغنا في الحديث عما يوجبه الشعر من الفساد والإفساد ، فلذلك نقول :
إن الصحيح هو ما روي عن الإمام الباقر «عليهالسلام» : إن إبليس رن أربع رنات : يوم لعن ، ويوم أهبط إلى الأرض ، ويوم بعث النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ويوم الغدير (١).
وهذا الحديث هو الأولى بالصحة ، والأقرب إلى الاعتبار ، فإن يوم الغدير قد جعل إبليس ييأس من طمس الحق ، لأن ولاية أمير المؤمنين «عليهالسلام» هي سبب بقاء هذا الدين ، وبها تمت النعمة على الخلق ، حسبما نصت عليه الآيات الكريمة ، فراجع كتابنا : «الغدير .. والمعارضون» ففيه بعض ما يفيد في هذا الموضوع.
ب : بالنسبة لحديث رمي الجن للنبي «صلىاللهعليهوآله» بالنار حين دخول مكة ، فنزل جبرئيل وعلّم النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يتعوذ بكلمات الله التامات ، نقول :
روي : أنه «صلىاللهعليهوآله» كان يعوّذ الحسنين ، فيقول : أعيذكما بكلمات الله التامات ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة.
وكان إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق «عليهمالسلام» (٢).
على أن هذه الرواية إنما رويت عن مكحول ، الذي لم يكن في زمان
__________________
(١) البحار ج ٣٧ ص ١٢١ عن قرب الإسناد ص ٧.
(٢) البحار ج ٤٣ ص ٢٨٢ عن حلية الأولياء ، وسنن ابن ماجة ، والسمعاني في الفضائل.