الطولى في العلوم على اختلاف أجناسها ، والألفاظ الرائقة التي تزيح وحشة الأنفس بإيناسها : الكامل]
ناهيك من فرد أغرّ ممدّح |
|
رحب الذّرا حرّ الكام محسّد (١) |
بهر الأنام رياسة وسياسة |
|
وجلالة في المنتمى والمحتد (٢) |
وأتى بكلّ بديعة في نوعها |
|
لم تخترع وغريبة لم تعهد |
ما شئت من شعر أرقّ من الصّبا |
|
وكتابة أزهى من الزّهر النّدي |
وبديع قرطاس توشّح متنه |
|
بمنمنم من رقمه ومنجّد |
بهج كأنّ الحسن حلّ أديمه |
|
فكساه ريعان الشباب الأغيد |
وكأنما سال العذار عليه أو |
|
خطّته أيدي الغانيات بإثمد |
يختال بين موصّل ومفصّل |
|
ومطرّز ومنظّم ومنضّد |
كالبرد في توشيعه ، والسّلك في |
|
ترصيعه ، والوشي نمّق باليد (٣) |
قد قيّد الأبصار والأفكار من |
|
ألفاظه بمثقّف ومقيّد |
ما فيه مغرز إصبع إلّا وفي |
|
ه نتيجة لمفرّع ومولّد |
ولكلّ جزء حكمة أو ملحة |
|
أو بدعة لمرسّل ومقصّد |
أو ليس مثلي قاصرا عن وصفه |
|
والحقّ نور واضح للمهتدي |
وكما قلت وقد عجزت عن أداء الواجب وحاولت المسنون ، وفضل الله سبحانه على من يشاء من عباده ليس بممنوع ولا ممنون : [الخفيف]
ليت شعري أيّ العبارات توفي |
|
واجب ابن الخطيب ممّا أروم |
وأنا عاجز عن البعض منها |
|
لقصوري وما العييّ ملوم |
وهو يدعى لسان دين وناهي |
|
ك افتخارا به تتمّ الرّسوم |
فبأيّ الحلى أحلّي علا من |
|
نال فضلا روته عرب وروم |
وعلى الفرض ما الّذي أنتحي من |
|
ه لدى الوصف أن يخصّ العموم (٤) |
__________________
(١) الذّرا ـ بفتح الذّال ـ فناء الدار ونواحيها ، وقولهم : فلان رحب الذرا : أي مضياف.
(٢) في ب : والقعدد. والمحتد : الأصل
(٣) توشيع الثوب : اعلامه وتطريزه. ونمّق : نقش وزيّن.
(٤) انتحي : أقصد.