لو لا استقامة من هدا |
|
ه لما تبيّنت العلامه |
ومجاور الغرر المخيف |
|
له البشارة بالسلامه |
وأخو الحجا في سائر |
|
الأنفاس مرتقب حمامه |
وكما مضى المغترّ من |
|
لم يجعل التقوى اغتنامه |
فليرفض العصيان من |
|
يخشى من الله انتقامه |
وليعتبر بسواه من |
|
لصلاحه صرف اهتمامه |
فالعيش في الدنيا الدنيّة |
|
غير مرجوّ الإدامه |
من أرضعته ثديّها |
|
في سرعة تبدا فطامه |
من عزّ جانبه بها |
|
تنوي على الفور اهتضامه |
وإذا نظرت فأين من |
|
منعته أو منحت مرامه |
ومن الذي وهبته وصلا |
|
ثمّ لم يخش انصرامه |
ومن الذي مدّت له |
|
حبلا فلم يخف انفصامه (١) |
كم واحد غرّته إذ |
|
سرّته مخفية الدّمامه |
قعدت به من حيث لم |
|
يعلم فلم يملك قيامه |
أين الذين قلوبهم |
|
كانت بها ذات استهامه (٢) |
أين الذين تفيّؤوا |
|
ظلّ السّيادة والزّعامه |
أين الملوك ذوو الريا |
|
سة والسّياسة والصّرامه |
وبنو أميّة حين جمّع |
|
عصرهم لهم فئامه (٣) |
وتمكنوا ممن يحا |
|
ول نقض ما شاؤوا انبرامه |
وتعشّقوا لما بدا |
|
لهم محيّا الأرض شامه |
وتأمّلوا وجه البسيطة |
|
فانثنوا يهوون شامه (٤) |
حتى تقلّص ظلّهم |
|
وأراهم الدّهر اخترامه |
__________________
(١) انفصامه : انقطاعه.
(٢) ذات استهامة : ذات هيام وشغف. مصدر استهام ، أي هام وشغف.
(٣) الفئام : الجماعة من الناس.
(٤) أي يعشقون الشام.