السرير إلى قرطبة. ثم المستعين سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر.
ثم تخلّلت دولة بني حمّود العلويين ، وأولهم الناصر علي بن حمّود العلوي (١) الإدريسي. ثم أخوه المأمون القاسم بن حمّود (٢).
ثم كانت دولة بني أمية الثانية ، وأولها المستظهر عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر. ثم المستكفي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله (٣). ثم المعتمد (٤) هشام بن محمد بن عبد الملك بن الناصر ، وهو آخر خلفاء الجماعة بالأندلس ، وحين خلع أسقط ملوك الأندلس الدعوة للخلافة المروانية.
واستبدّت ملوك الطوائف كابن جهور في قرطبة ، وابن عباد بإشبيلية ، وغيرهما ، ولم يعد نظام الأندلس إلى شخص واحد ، إلى أن ملكها يوسف بن تاشفين الملثّم من برّ العدوة ، وفتك في ملوك الطوائف ، وبعد ذلك ما خلصت له ولا لولده علي بن يوسف ؛ لأن بني هود نازعوه في شرقها بالثغر ، إلى أن جاءت دولة عبد المؤمن وبنيه ، فما صفت لعبد المؤمن بمحمد بن مردنيش الذي كان ينازعه في شرق الأندلس ، ثم صفت ليوسف بن عبد المؤمن بموت ابن مردنيش ، ثم لمن بعده من بنيه ، وحضرتهم مرّاكش ، وكانت ولايتهم تتردّد على الأندلس وممالكها ، ولم يولّوا على جميعها شخصا واحدا لعظم ممالكها ، إلى أن انقرضت منها دولتهم بالمتوكل محمد بن هود من بني هود ملوك سرقسطة وجهاتها ، فملك معظم الأندلس بحيث يطلق عليه اسم السلطان ، ولم ينازعه فيها إلّا زيّاد (٥) بن مردنيش في بلنسية من شرق الأندلس ، وابن هلالة في طبيرة (٦) من غرب الأندلس ، ثم كثرت عليه الخوارج قريب موته ، ولمّا قتله وزيره ابن الرّميمي بالمريّة زاد الأمر إلى أن ملك بنو الأحمر. وكانت غرب أهل الأندلس في المائة السابعة يخطبون لصاحب إفريقية السلطان أبي زكرياء يحيى بن أبي محمد
__________________
(١) في ب : الحسني الإدريسي.
(٢) في ب : ثم المعتلي يحيى بن الناصر علي بن حمود.
(٣) في ب : المعتدّ.
(٤) في ب : محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر.
(٥) في ب : زيّان.
(٦) قال في الروض : لا أدري أهي طلبيرة بزيادة لام أو غيرها فإن كانت هي فهي مذكورة بعد (صفة جزيرة الأندلس صفحة ١٢٣).
أما ياقوت فقال : طبيرة ـ بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة من تحت وراء ـ بلدة بالأندلس نسب إليها قوم من الأئمة منهم : صديقنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي الطبيري (معجم البلدان ٤ : ٢١).