ولست من سكرتي مفيقا |
|
حتى أرى حجرة الرسول |
فإن يسهّل لي الطريقا |
|
فذاك أقصى منى وسول (١) |
متى ترى عيني العقيقا |
|
ويفرح القلب بالوصول |
كم قلت والصّبر مستعار |
|
للرّكب إذ غادروا المنام |
ونسمة الشّوق حرّكتني |
|
وزاد بي الوجد والغرام |
قوموا فقد طال ذا الجلوس |
|
وبادروا زورة الحبيب |
تاقت إلى طيبة النفوس |
|
لا عيش من دونها يطيب |
لا حبّذا دونها الغروس |
|
والماء والشادن الرّبيب (٢) |
وحبذا الرّمل والقفار |
|
والعرب في تلكم الخيام |
وأمّ غيلان ظلّلتني |
|
والأيك والأثل والثّمام (٣) |
يا طيبة ، حزت كلّ طيب |
|
بسيّد فيك ذي حلول |
نداء مستضعف غريب |
|
في غرّ أمداحه يقول |
وهو من السامع المجيب |
|
لمدحه يسأل القبول |
أنت الغنى لي فلا افتقار |
|
وأنت عزّي فلا أضام |
مستمسك منك حسن ظني |
|
بعروة ما لها انفصام |
بسيّد العالمين أجمع |
|
بأحمد المجتبى الرسول |
ومن هو الشافع المشفّع |
|
في موقف المحشر المهول |
إذ لا كلام هناك يسمع |
|
للغير والناس في ذهول |
إذ السماء لها انفطار |
|
والشّهب منثورة النظام |
كذا الجبال انثنت كعهن |
|
سريعة المرّ كالغمام (٤) |
يا أوّل الرّسل في الفضيله |
|
وإن تأخّرت في الزّمن |
__________________
(١) سول : أصلها سؤل ـ بالهمز ـ قلبت الهمزة واوا للسهولة وهذا جائز عندهم.
(٢) الشادن : الظبي الذي قوي واستغنى عن أمه.
(٣) أم غيلان : شجرة السمر. والأيك : الشجر الكثيف الملتفّ. والأثل : شجر صلب الخشب جيده يكثر حول المياه في الأراضي الرملية. والثّمام : نبت زهره كالسنبلة ، وله خوص تسد به خصاص البيت.
(٤) العهن : الصوف.