شفاعة نلت مع وسيله |
|
فمن يضاهي علاك من |
علت بك الرّتبة الجليله |
|
وطبت في السّرّ والعلن |
فأنت من خيرهم خيار |
|
فمن يضاهيك في المقام |
والرّسل نالت بك التمنّي |
|
وأنت بدر لهم تمام |
الوجد قد قرّ في فؤادي |
|
فما لصبر به قرار |
ولا عجي صاعد اتّقاد |
|
ودمع عيني له انهمار (١) |
وها أنا جئت من بلادي |
|
لطيبة أبتغي الجوار |
فحبّذا تلكم الديار |
|
والمصطفى مسكة الختام |
عليه أزكى الصلاة مني |
|
وصحبه الغرّ والسّلام |
وقول أبي جعفر الرّعيني الغرناطي (٢). رحمه الله تعالى ـ وهو من التشريع (٣) ، أحد أنواع البديع : [الكامل]
يا راحلا يبغي زيارة طيبة |
|
نلت المنى : بزيارة الأخيار |
حيّ العقيق إذا وصلت وصف لنا |
|
وادي منّى : يا طيّب الأخبار |
وإذا وقفت لدى المعرّف داعيا |
|
زال العنا : وظفرت بالأوطار |
ولمّا منّ الله تعالى علينا بالحلول في المشاهد التي قام الدين بها وظهر ، والمعاهد التي بان الحقّ فيها واشتهر ، والمواطن التي هزم الله تعالى حزب الشيطان فيها وقهر ، ونصرت النبوّة وعضدت ، وقطعت غصون الكفر وحصدت ، ورصّت قواعد التوحيد ونضدت ، وقرّت العيون ، وقضيت الديون ، أنشد لسان الحال ، قول بعض من جيده بمحاسن طيبة حال : [البسيط]
يا من له طيبة طابت حلى وعلى |
|
ومن بتشريفه قد شرّف العرب |
يا أحمد المصطفى ، قد جئت من بلد |
|
قاص ولي خلد قاس ولي أرب |
وقد دهتني ذنوب قلت إذ عظمت |
|
لله منها وطه المرتجى الهرب |
ونسينا بمشاهدة ذلك الجناب ما كنّا فيه ، وسبق الدمع الذي لا يعارض الفرح ولا ينافيه : [الخفيف]
__________________
(١) اللاعج : الحبّ المحرق. وانهمار الدمع : سيلانه وتتابعه.
(٢) هو أحمد بن يوسف بن مالك (ـ ٧٧٩) شرح بديعية ابن جابر (انظر الدرر الكافية : ١ / ٣٤٠).
(٣) التشريع : وهو أن يبني الشاعر قصيدته على أن يكون لكل بيت فيها قافيتان ووزنان ، ويسميه بعضهم التوأم. وهذه الأبيات من هذا النوع.