ما بعد مفترق الركاب تصبّر |
|
عمّن أحبّ فهل خليل يسعد |
يا سعد ، ساعد بالبكاء أخا هوى |
|
يوم الوداع بكى عليه الحسّد |
وقول ابن الأثير : [مجزوء الكامل]
لم أنس ليلة ودّعوا |
|
صبّا وساروا بالحمول |
والدّمع من فرط الأسى |
|
يجري فيعثر بالذيول |
وقول الأرّجاني (١) : [الطويل]
ولمّا وقفنا للوداع عشيّة |
|
وطرفي وقلبي هامع وخفوق |
بكيت فأضحكت الوشاة شماتة |
|
كأني سحاب والوشاة بروق |
وقول ابن نباتة السّعدي (٢) : [الطويل]
ولمّا وقفنا للوداع عشية |
|
ولم يبق إلّا شامت وغيور |
وقفنا فمن باك يكفكف دمعه |
|
وملتزم قلبا يكاد يطير |
وقول بعضهم : [السريع]
لمّا حدا الحادي بترحالهم |
|
هيّج أشواقي وأشجاني |
وراح يثني القلب عن غيرهم |
|
فهو لهم حاد ولي ثاني (٣) |
وقول الصّفدي : [السريع]
لمّا اعتنقنا لوداع النّوى |
|
وكدت من حرّ الجوى أحرق |
رأيت قلبي سار قدّامهم |
|
وأدمعي تجري ولا تلحق |
وقوله أيضا : [الطويل]
تذكّرت عيشا مرّ حلوا بقربكم |
|
فهل لليالينا الذواهب واهب |
وما انصرفت آمال نفسي لغيركم |
|
ولا أنا عن هذي الرغائب غائب |
__________________
(١) هو أبو بكر أحمد بن الحسين الأرجاني الملقّب ناصح الدين ، كان قاضي تستر وعسكر مكرم ، له شعر رائق ، توفي سنة ٥٤٤ ه (انظر وفيات الأعيان ج ١ ص ١٥١).
(٢) هو أبو نصر عبد العزيز بن محمد بن نباتة السعدي المتوفى سنة ٤٠٥ ه من شعراء اليتيمة (انظر يتيمة الدهر ج ٢ ص ٣٨٠ ، وفيات الأعيان ج ٣ ص ١٩٠).
(٣) حاد : سائق ، ثاني : من ثنى القلب. وفي الكلمتين تورية.