ما وضعا له ظاهرا وهي الصلاة فالمصدر بمعنى المفعول. «والصلاة القائمة» أي في هذا الوقت إشارة إلى قوله «قد قامت الصلاة» أو القائمة إلى يوم القيامة ، والدرجة المختصة به (عليهالسلام) في القيامة هي الشفاعة الكبرى ، والوسيلة هي المنبر المعروف الذي يعطيه الله في القيامة كما ورد في الأخبار.
وروى في التهذيب في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر (عليهالسلام) (١) قال : «يجزئك في الصلاة من الكلام في التوجه إلى الله سبحانه ان تقول (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) على ملة إبراهيم حنيفا مسلما (وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ) وانا من المسلمين. ويجزيك تكبيرة واحدة».
وروى السيد الزاهد العابد رضي الدين بن طاوس في كتاب فلاح السائل بسنده عن ابن أبي عمير عن الأزدي عن أبي عبد الله (عليهالسلام) (٢) في حديث انه قال : «كان أمير المؤمنين (عليهالسلام) يقول لأصحابه من اقام الصلاة وقال قبل ان يحرم ويكبر ـ يا محسن قد أتاك المسيء وقد أمرت المحسن ان يتجاوز عن المسيء وأنت المحسن وانا المسيء فبحق محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد وتجاوز عن قبيح ما تعلم مني ـ فيقول الله يا ملائكتي اشهدوا اني قد عفوت عنه وأرضيت عنه أهل تبعاته».
وقال الشهيد في الذكرى انه قد ورد هذا الدعاء عقيب السادسة إلا انه لم يذكر فيه «فبحق محمد وآل محمد» وانما فيه «وانا المسيء فصل على محمد وآل محمد. الى آخره»
وروى الطبرسي في الاحتجاج (٣) قال : «كتب الحميري إلى القائم (عليهالسلام) يسأله عن التوجه للصلاة ان يقول «على ملة إبراهيم ودين محمد صلىاللهعليهوآله» فان بعض أصحابنا ذكر انه إذا قال «على دين محمد» فقد أبدع لأنا لم نجده في
__________________
(١ و ٣) الوسائل الباب ٨ من تكبيرة الإحرام.
(٢) مستدرك الوسائل الباب ٩ من القيام.