قلت فاذا نظر إليهما المؤمن أيرجع الى الدنيا؟ فقال : لا يمضى امامه إذا نظر إليهما مضى امامه فقلت له : يقولان شيئا؟ قال : نعم يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله عند رأسه وعلى عليهالسلام عند رجله ، فيكب (١) عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول يا ولى الله أبشر أنا رسول الله انى خير لك مما تركت من الدنيا ، ثم ينهض رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقوم على عليهالسلام حتى يكب عليه فيقول : يا ولى الله أبشر أنا على بن أبى طالب الذي كنت تحبه اما لا نفعتك ، ثم قال : ان هذا في كتاب الله عزوجل ، فقلت : أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله؟ قال في يونس قول الله عزوجل هاهنا (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
٩٨ ـ أبان بن عثمان عن عقبة انه سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ان الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى ، قلت : جعلت فداك وما يرى؟ قال : يرى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول له رسول الله صلىاللهعليهوآله : انا رسول الله أبشر ، ثم يرى على بن أبى طالب عليهالسلام فيقول له : أنا على ابن أبى طالب الذي كنت تحبه تحب ان أنفعك اليوم؟ قال : قلت له : أيكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع الى الدنيا؟ قال : إذا راى هذا أبدا مات وأعظم ذلك (٢) قال : وذلك في القرآن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ).
٩٩ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبى المستهل عن محمد بن حنظلة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك؟ قال : وما هو؟ قلت : زعموا انه كان يقول : أغبط ما يكون امرء بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه ، فقال : نعم إذا كان ذلك أتاه نبي
__________________
(١) أكب عليه : أقبل اليه ولزمه.
(٢) قال في الوافي اى مات موتا دائما لا رجعة بعده ، أو المعنى ما راى هذا قط إلا مات «وأعظم» اى عد سؤالى عظيما ، ولنا أن نجعل قوله : «وأعظم ذلك» عطفا على قوله «مات» يعنى مات وعد ما راى وما بشر به عظيما لم يرد دمعهما رجوعا الى الدنيا.