الإسلام. واما ما نقل عن أمير المؤمنين عليهالسلام ورواه عنه الخالص والعام من الاخبار بالغايبات في خطب الملاحم وغيرها.
مثل قوله يؤمي الى صاحب الزنج (١) : كأنى به يا أحنف وقد سار بالجيش الذي ليس له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم (٢) ولا صهيل خيل يثيرون الأرض باقدامهم كأنها أقدام النعام.
وقوله يشير الى مروان بن الحكم : اما ان له إمرة كعلقة الكلب انفه وهو ابو الأكبش الاربعة (٣) وستلقى الامة منه ومن ولده يوما أحمر (٤).
وما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدى عليهمالسلام مثل ما قاله ابو عبد الله لعبد الله بن الحسن وقد اجتمع هو وجماعة من العلوية والعباسية ليبايعوا ابنه محمدا : والله ما هي إليك ولا الى ابنك ولكنها لهم ـ وأشار الى العباسية ـ وان ابنيك لمقتولان ثم قام و
__________________
(١) صاحب الزنج هو رجل ظهر في فرات البصرة سنة ٢٥٥ وزعم انه على بن محمد ابن أحمد بن عيسى بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهالسلام. قال ابن أبى الحديد : وأكثر الناس يقدحون في نسبه وخصوصا الطالبيين وجمهور النسابين اتفقوا على انه من عبد القيس الى أن قال : وذكر المسعودي في كتابه المسمى بمروج الذهب ان افعال على بن محمد صاحب الزنج تدل على انه لم يكن طالبيا «انتهى». والزنج الذين أشار إليهم كانوا عبيدا لدهاقين البصرة وبناتها ولم يكونوا ذوي زوجات وأولاد ، بل كانوا على هيئة الشطار عزابا فلا نادبة لهم.
(٢) اللجب : الصوت. والقعقعة : تحريك الشيء اليابس مع صوت ، واللجم ـ بضمتين جمع اللجام.
(٣) الامرة ـ بالكسر ـ : الولاية ولعق الشيء لعقة : لحسه اى اكله بلسانه. وأراد عليهالسلام بهذا القول قصر مدة ملكه وكذلك كانت مدة خلافة مروان فانه ولى تسعة أشهر. والأكبش الاربعة بنو عبد الملك : الوليد وسليمان ويزيد وهشام ولم يل الخلافة من بنى امية ولا من غيرهم اربعة اخوة الا هؤلاء.
(٤) يقال لليوم الشديد : يوم أحمر.