توكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري ، فقال له : أرأيت صاحب الرداء الأصفر يعنى أبا جعفر المنصور؟ قال : نعم ، قال : والله انا نجده يقتله فكان كما قال.
ومثل قول الرضا عليهالسلام : بورك قبر بطوس وقبران ببغداد ، فقيل له : قد عرفنا واحدا فمن الآخر؟ فقال : ستعرفونه ، ثم قال : قبري وقبر هارون هكذا وضم إصبعيه وقوله في القصة المشهورة لأبي حبيب البناجى (١) وقد ناوله قبضة من التمر : لو زادك رسول الله صلىاللهعليهوآله لزدناك.
وقوله في حديث على بن احمد الوشاء حين قدم مرو من الكوفة : معك حلة في السفط (٢) الفلاني دفعتها إليك ابنتك وقالت لك : اشتر لي بثمنها فيروزجا والحديث مشهور ، الى غير ذلك مما روى عنهم عليهمالسلام فان جميع ذلك متلقى عن الرسول صلىاللهعليهوآله مما اطلعه الله تعالى عليه ، فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الاخبار المشهورة الى أن يعتقد كونهم عالمين للغيب ، وهل هذا الا سبب قبيح وتضليل ، بل تكفير ولا يرتضيه من هو بالمذهب خبير ، والله يحكم بينه وبينهم واليه المصير.
__________________
(١) بناج ككتاب : قرية بالبادية كما قاله الفيروزآبادي وقصة أبى حبيب على ما ذكره الصدوق (ره) في كتاب عيون الاخبار في باب دلالات الرضا عليهالسلام : انه قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنام وقد وافى البناج ونزل بها في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سنة ، وكأنى مضيت اليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه ووجدت عنده طبقا من خوص ـ وهو ورق النخل ـ نخل المدينة فيه تمر صيحانى ، فكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني منه فعددته فكان ثمانية عشرة تمرة ، فتأولت انى أعيش بعدد كل تمرة سنة ، فلما كان بعد عشرين يوما كنت في ارض تعمر بين يدي للزراعة حتى جاءني من أخبرنى بقدوم أبى الحسن الرضا عليهالسلام من المدينة ونزوله ذلك المسجد ، ورأيت الناس يسعون اليه ، فمضيت نحوه فاذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلىاللهعليهوآله وتحته حصير مثل ما كان تحته ، وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحانى ، فسلمت عليه فرد السلام على واستدناني. فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فاذا عدده مثل ذلك التمر الذي ناولني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت له : زدني منه يا ابن رسول الله ، فقال : لو زادك رسول الله صلىاللهعليهوآله سلم لزدناك.
(٢) السفط : الوعاء الذي يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء.