وإخراج أثقالها.
وجملة : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) إلخ جواب (إِذا) باعتبار ما أبدل منها من قوله : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ) فيومئذ بدل من (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها)
واليوم يطلق على النهار مع ليله فيكون الزلزال نهارا وتتبعه حوادث في الليل مع انكدار النجوم وانتثارها وقد يراد باليوم مطلق الزمان.
و (تُحَدِّثُ أَخْبارَها) هو العامل في (يَوْمَئِذٍ) وفي البدل ، والتقدير يوم إذ تزلزل الأرض وتخرج أثقالها ويقول الناس : ما لها تحدّث أخبارها إلخ.
و (أَخْبارَها) مفعول ثان لفعل (تُحَدِّثُ) لأنه مما ألحق بظن لإفادة الخبر علما ، وحذف مفعوله الأول لظهوره ، أي تحدث الإنسان لأن الغرض من الكلام هو إخبارها لما فيه من التهويل.
وضمير (تُحَدِّثُ) عائد إلى (الْأَرْضُ)
والتحديث حقيقته : أن يصدر كلام بخبر عن حدث. وورد في حديث الترمذي عن أبي هريرة قال : «قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) قال : أتدرون ما أخبارها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول : عمل كذا وكذا فهذه أخبارها» ا ه.
وجمع (أَخْبارَها) باعتبار تعدد دلالتها على عدد القائلين (ما لَها) وإنما هو خبر واحد وهو المبيّن بقوله : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها)
وانتصب (أَخْبارَها) على نزع الخافض وهو باء تعدية فعل (تُحَدِّثُ)
وقوله : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) يجوز أن يتعلق بفعل (تُحَدِّثُ) والباء للسببيّة ، أي تحدث أخبارها بسبب أن الله أمرها أن تحدث أخبارها.
ويجوز أن يكون بدلا من (أَخْبارَها) وأظهرت الباء في البدل لتوكيد تعدية فعل (تُحَدِّثُ) إليه ، وعلى كلا الوجهين قد أجملت أخبارها وبينها الحديث السابق.
وأطلق الوحي على أمر التكوين ، أي أوجد فيها أسباب إخراج أثقالها فكأنه أسرّ إليها بكلام كقوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) [النحل : ٦٨] الآيات.