الفكري ليفكّر في ما يعرض عليه ليناقشه ، فإمّا أن يقتنع به وإمّا أن يرفضه على أساس من الوعي ، ثم إن المتّقين هم الذين يخافون الله ويحبونه بإخلاص وإيمان ، فيشعرون من خلال ذلك بالمسؤولية التي تتحول إلى مراقبة ومحاسبة في الفكر والعمل ، فيندفعون في عملية ملاحقة للأسس التي يرتكز عليها الهدى من أجل أن تكون موضع تفكير ومناقشة.
أما الآخرون من غير المتّقين ، فهم الذين لا يشعرون بالمسؤولية تجاه أنفسهم ، وتجاه ربهم ، بل وتجاه الحياة كلها. إنهم يواجهون الحياة مواجهة اللامبالاة والهروب من كل شيء يتعب الفكر والوجدان ، فلا يحاولون أن يهتدوا ، ولا يريدون أن يفكروا بالهدى ، فلا يمكن للكتاب أن يكون هدى لهم ، لأن الهدى لا بد له من عقل مفتوح ووجدان سليم ، ولكنه يظل يطرق أسماعهم منتظرا حالة الوعي الجديدة التي تربطهم بالإرادة الواعية ليهديهم من موقع إرادتهم للهداية ، في آفاق الله الرحبة الممتدة بالإيمان.
* * *