الذي يربط الإنسان بالقاعدة الصلبة لمعرفة ، سواء في الأفكار التجريدية أو في الأفكار التجريبية.
* * *
الإيمان بالغيب
ومن هذا الاتجاه ، نتحرك في الاستدلال على سلامة الفكرة الدينية التي تعتقد بوجود أشياء غير منظورة من القوى والعوالم والأشياء ، كنتيجة لوجود أسس موضوعية في عالم الواقع ، للاستدلال على هذه الأشياء ، بمعونة الأدلة العقلية الثابتة ؛ كما في الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى ، فإن كل ما حولنا يدل على وجوده وإن لم تدركه أبصارنا ، ولم تلمسه حواسنا ، انطلاقا من القاعدة العقلية التي تقرّر أن كل ممكن لا بد له من علة موجدة لا تخضع لعلة أخرى ، وقد نستطيع إدراك ذلك ببعض وسائل الإيضاح ، فنلاحظ أننا نؤمن بأشياء غير محسوسة لنا في نطاق الكون ، مما لم يتيسر لنا رؤيته من خلال وسائل القناعة التي نملكها في حياتنا العملية ، مما يعني أن المبدأ الذي يقرر واقعية الإيمان بغير المحسوس صحيح وواقع .. أمّا إمكانية الرؤية في ما يستقبل وعدم إمكانيتها فلا يغيّران من الموضوع شيئا. والإيمان بالغيب هو امتداد للتفكير القائل بأن الحسّ والتجربة ليسا كل شيء في المعرفة بل هناك العقل الذي يسير إلى جانب الحس ليمدّنا بالمعرفة ، من خلال الحس أو العقل.
* * *