وإلى الحديث عن الوحي في رسالة النبي وفي رسالات الأنبياء الذين تقدّموه من أجل الوصول إلى الإيمان به ، وتركيز القاعدة الفكرية للإيمان باليوم الآخر من خلال مواجهة الشبهات التي تستبعده ، وتقريب الأسس التي يرتكز عليها.
إن القرآن لم ينزل على المتقين الذين عاشوا التقوى ومارسوا آثارها قبله ، بل نزل على الناس الذين انفتحوا على هداه من خلال وعيهم للقاعدة التي ارتكزوا عليها ، فاهتدوا به في تفاصيل العقيدة كلها ، وربما كان الواقع التاريخي للمجتمع الذي نزل فيه القرآن يؤكد غياب هذه الاعتقادات والأعمال عن حركة الإنسان فيه والله العالم.
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) لأن الفلاح والنجاح يتمثلان في أن يعرف الإنسان طريقه جيدا في بدايته ونهايته وفي خطوات الطريق. وهذا هو الذي ينطلق منه الإنسان المسلم في ما يتعلق بشؤون العقيدة. وقد نفهم ، من خلال ذلك كله ، أن التقوى ليست شيئا آخر غير الإيمان ، بل هي الإيمان المتفاعل في الفكر والحياة ، لأن الله تحدث عن المتقين بأنهم الذين ينطلقون في الاتجاه الصحيح في العقيدة والعمل.
* * *