ويغفلون عن الجوانب الأخرى المتصلة بالعناصر الحية الفاعلة في الشخصية المنفتحة على الآفاق الواسعة في الحياة في أفكارها وحركيتها وفاعليتها ، من دون اعتبار للمادة في ماديتها الذاتية التي لا تمثل إلّا أداة من أدوات الحركة الوجودية في الشكل ، لتكون الروح هي العنصر الذي يمنح الذات امتدادا في البعد العملي وعمقا في المضمون الفكري والروحي للدور الإنساني في الحياة ، فلم يدخل الشيطان في المقارنة بينه وبين الإنسان في الجوانب الأخرى ، بل استغرق في المسألة المادية ، فابتعد عن وعي الخصائص الأخرى التي قد يتفوّق فيها هذا المخلوق عليه ليتواضع أمامه من خلالها ، وهكذا سقط من الأعالي ليهوي في الحضيض الأسفل في وحول الاستكبار الذي يتغذى من قذارات العناصر الشريرة في الذات.
(وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) الذين ابتعدوا عن الله ، واعترضوا على حكمته ، وتمردوا على أوامره ، فكانوا سواء مع الذين أنكروا وجوده في النتائج العملية الحاسمة في الموقف والموقع.
* * *