الانطباعات السطحية الخفيفة الكامنة في زوايا النفس ، وقد تتلوّن ببعض الألوان المحببة إلى النفس في ما تقبله أو ترفضه. ثم نلتفت إلى ما حولنا من الأشياء التي تثيرنا نحو التحرك ، وإلى من حولنا من الناس الذين نختلف معهم في جوانب العقيدة والحياة عند ما نلتقي بهم في بعض مراحل الطريق ، أو نتفق معهم في بعض خطط العمل ، لندرس كل علاقة فكرية أو عملية ، بروح الحذر الذكي الذي لا يتجمد ليشلّ في الإنسان جانب الحركة في جو الشك ، بل يتحرك ليبحث عن كل السلبيات الكامنة في خلفيات الأشياء والنفوس ، فقد تكون هناك بعض الأمور السيئة الكامنة خلف واجهات الإغراء.
إن علينا أن نضع أمامنا حقيقة العداوة مع الأعداء ، فلا نستسلم لحالات الاسترخاء الطيّب في نفوسنا للعلاقات الطارئة التي تعيش في جوّ حميم ، لأن العدو الذي يعيش الإحساس بالفواصل الفكرية والروحية والعملية التي تفصله عنا ، لا بد له من التخطيط الفكري والعملي الذي يشل معه قدراتنا عن التحرك ، ويوحي لنا بالانحراف من حيث لا نريد أو لا نشعر ، فنستسلم للسذاجة الطيبة ، وللكلمات المعسولة ، وللأجواء الحميمة التي يتنامى فيها الشعور بحسن الظن ، إن علينا أن نستحضر هذا الإحساس بالفواصل الفكرية والشعورية لنخطط لعملية الثبات على الإيمان من خلال الثبات على القواعد الفكرية والعملية ، لنحفظ خطواتنا من الزلل ، ومشاعرنا من الذوبان ، وأفكارنا من الانحراف ، ولا سيما في مثل هذه الأوقات التي يكثر فيها أعداء الإسلام ، وتتنوع أساليب الإغراء التي تقتطع من الإسلام قطعة من هنا وقطعة من هناك ، لحساب قضية من القضايا غير الإسلامية ، ليتجمع الناس حولها فيحسبوها من الإسلام ، وما هي من الإسلام ، إن هي إلا الكفر المقنّع خلف الواجهات الإسلامية.
إن الله يريد من الإنسان أن يعيش الوعي العميق الممتد في كل خطواته