وأعجميّه ، ليكون ذلك أساسا لاختلاف الطباع والأمزجة والخصائص الذاتية ، ليكون في اللقاء مع التنوع ، ما يغني التجارب الإنسانية ، ويحقق التعارف القائم على التفاعل والتجاذب والتمازج فيما بين الناس. ومهما كان الأمر ، فإن التفسير الوحيد الذي يوضح ذلك كله في السبب الأعمق الكامن خلف كل هذه الظواهر الإنسانية ، هو الإرادة الإلهية التي تعلقت بهذا التنوّع العجيب ، انطلاقا من الحكمة التي أراد الله للحياة أن ترتكز عليها ، ليعرف الإنسان عظمة الخالق من خلال عظمة خلقه.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) الباحثين عن حقائق الكون في كل الظواهر الكونية والإنسانية التي تمثل وحدة النظام وتوازنه واستقراره.
* * *
النوم والاكتساب ؛ من آيات الله
(وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) في ما يعبر عنه نظام السكون والحركة في وجود الإنسان الذي يحتاج إلى السعي المتواصل من أجل كسب وسائل العيش ، وتنظيم قضايا الحياة ، في ما يتوقف عليه نظام حياته في مختلف شؤونها وأوضاعها وعلاقاتها العامة والخاصة ، مما يفرض اليقظة المنفتحة على الواقع ، في حيوية الإنسان الجسدية ، والنور المتدفق من الشمس في النهار الذي يضيء له كل السبل التي يريد السير فيها ، والمواقع التي يتحرك في داخلها ، كما يفرض الحاجة إلى الراحة الشاملة التي يعيش الجسد فيها في إغفاءة هادئة مستغرفة تسكن فيها الأعضاء ، وتهدأ الأعصاب ، ويستريح العقل في أجواء الظلام الذي يوحي بالسكينة واسترخاء الجسد. وهكذا كان هذا النظام الدقيق الذي ربط حركة الإنسان وسكونه ، بالأوضاع الكونية في تعاقب