فهو الذي يعذب الكافرين بناره ، وهو الذي يؤمّنهم من ذلك ، إذا كان للأمان موقع في أمرهم. أمّا هؤلاء الكافرون ، فليس لهم من الأمر شيء في أنفسهم ، في ما يملكونه من مواقع القدرة ، ولم يأذن لهم الله في ذلك ، ليعتمدوا في تحمّل مسئولية الآخرين على إذن الله. وهذا هو الجواب نفسه لكل الأشخاص الذين يخاطبون الناس بتحمّلهم للأعمال أو الأوضاع التي يطلبونها منهم ، في ذمتهم ، أو مسئوليتهم ، فهم لا يملكون من الأمر شيئا ليدخل ذلك في عهدتهم ، ولم يعطهم الله الإذن فيه.
(إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) في ما يدّعونه من هذا الموقع لأنفسهم ولكلماتهم ، وفي وعدهم لهؤلاء ، لأنهم يعلمون من أنفسهم أن ذلك امر لا حقيقة له.
* * *
حمل أثقالهم وأثقال من أضلوهم
(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) في ما يحملهم الله من مسئولية هذا الكلام ، ومن التسبّب في إضلال هؤلاء البسطاء الذين قد يتبعونهم في ما يخدعونهم به (وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) في ما يقومون به من ذنوب وجرائم في حياتهم الخاصة والعامة ، فلا يجدون أيّة قوّة لأنفسهم ، ولا يجدون لغيرهم مثل ذلك (وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) مما يتصل بعملهم في ما يكفرون ويشركون ويعصون ، ومما يتصل بعمل الآخرين في ما يضللونهم بالإغراء أو بالترهيب.
* * *