ربه وهداية منه ، كل الوسائل التي تخدم الإنسان في الحياة في ما ييسره من شؤونها وأدواتها ، (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) من دون النساء (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) أي الطريق.
* * *
تفسير قطع السبيل
وقد فسر قطع السبيل ، بأن المراد به قطع طريق التناسل أو إهماله ، وهو الطريق الذي جعله الله سببا للتناسل من خلال إتيان النساء ، وذلك على سبيل الكناية عن الإعراض عن النساء وترك نكاحهن ، وقيل : إن المراد به قطع سبيل المارّة بديارهم ، وكانوا يرمون ابن السبيل بالحجارة بالخذف ، فأيّهم أصابه كان أولى به ، فيأخذون ماله وينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم ، وكان لهم قاض يقضي بذلك.
ولعل الوجه الثاني أقرب لظهور اللفظ في ذلك ، ولعدم تعارف التعبير عن ترك نكاح النساء بذلك ، وعدم تبادره إلى الفهم العرفي ـ حتى على نحو الكناية ، مع ملاحظة أنهم لم يكونوا تاركين لنكاح النساء بحيث تحوّلت المسألة عندهم إلى شذوذ جنسيّ معقّد رافض للوضع الطبيعي بشكل مطلق ، بل كل ما هناك أنهم يشتهون الوضع المذكر ويمارسونه ، مما لا يؤدي إلى قطع التناسل. ويؤيد هذا القول ما رواه العديد من أصحاب الجوامع عن أم هاني بنت أبي طالب ، ولفظ الحديث : «قالت : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قول الله : (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) قال : كانوا يجلسون بالطريق فيخذفون ابن السبيل ويسخرون منهم» (١).
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٦ ، ص : ١٣٢.