من عقاب الله في الآخرة ، في ما يستتبعه الكفر ، الذي هو من أعلى أنواع الخطيئة ، من ذلك. فيقولون لهم : إذا كان هناك من مسئولية في الآخرة فإننا نتحملها عنكم ، فلا تحملوا همّا من هذه الجهة ، إذا سرتم معنا ، وعملتم عملنا ، فإن النتيجة ستتساوى بالنسبة إليكم لو كان الحق معكم أو كان معنا.
وهذا الأسلوب لا يقتصر في تحريكه على هذا الجانب ، بل قد يمارسه الكثيرون ممن يريدون أن يقودوا الناس إلى ارتكاب بعض الأعمال التي قد تكون محرّمة ، أو السير في بعض الأوضاع أو العلاقات التي قد لا يرضاها الله ، فيقولون لهم : اعملوا هذا العمل على ذمتنا وتصرّفوا في هذا الوضع أو ذاك على مسئوليتنا ، وذلك من أجل مقاومتهم في الامتناع خوفا من عقاب الله ، أو من المسؤولية أمام بعض الجهات المسؤولة. فما هو موقف الإسلام من ذلك؟
هل للإنسان الاعتماد على هذا؟ وما هي طبيعة الموقف منه؟
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) في الكفر أو الشرك واتركوا سبيل الإيمان والتوحيد (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) إذا كان هناك في الأمر خطيئة ، في ما تزعمونه أو تخافونه من ذلك في أنفسكم ، تبعا لتخويف الآخرين ممن يدّعون النبوّة ، فلا مشكلة عندكم في ذلك ، لأن الحق إذا كان لنا ، فلا مسئولية ولا من يسألون ، وإذا كان الحق لكم فإننا سوف نحمل ذلك عنكم ، مهما كانت الأوضاع والنتائج.
* * *
كل يحمل خطاياه
(وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ) لأنهم لا يملكون الأمر في الآخرة عند ما يكون الحق في جانب المؤمنين ، بل الله هو المالك لذلك كله ،