رفض قوم لوط الدعوة
ولكن قومه كانوا مستغرقين في غرائزهم ، بحيث استطاعت أن تغلق نوافذ الفكر وتثير في عقولهم دخانا من الشهوة المحترقة التي لا يطيقون الابتعاد عن نارها. ولذلك فقد رفضوا الحوار ، وسخروا من دعوته ، وتحدّوه بأن يفعل ما يريد ، وهم يعتقدون أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ، فضلا عمّا يريد ، لما يرونه من ضعفه ، لأنه لا يملك قوّة فيما بينهم (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ) إذا كنت تهددنا به (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك الرسالة ، وفي ارتباطك بالله بالمستوى الذي يستجيب فيه لطلباتك في عذابنا.
* * *
دعاء لوط بالنصر
(قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) ، وهكذا التجأ إلى الله عند ما واجهوه بكلمة التحدي التي يريدون من خلالها تحطيم موقعه بإظهار ضعفه وعدم قدرته على تنفيذ ما هدّد به ، وهو يعرف أنه لا يملك القدرة الذاتية على ذلك ، فليس له إلا الرجوع إلى الله ، والاستنصار به. وهذا هو ما ينبغي للمؤمنين العاملين في سبيل الله أن يعيشوه في مجالات الصراع العنيف بينهم وبين الكافرين والظالمين ، فلا يستسلموا للضعف الذاتي ، بل يعملوا على استنزال القوة والنصر من الله ـ سبحانه ـ ليكون لهم ذلك ، منطلقا للأمل ، وحشدا للقوّة النفسية.
واستجاب الله دعاءه ، ولكن كان من المفروض إعلام إبراهيم ، لأن لوطا