الآية
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤١)
* * *
ظهور الفساد مرتبط بحركة الإنسان
هناك ارتباط عضويّ بين حركة الناس في الحياة في ما يمارسونه من أعمال ، وما يثيرونه من أقوال ، وفي ما يرتبطون به من علاقات ويحركونه من أوضاع في حياتهم العامة والخاصة ، وبين النتائج الإيجابية أو السلبية التي تحدث لهم أو تتحرك في ساحتهم ، لأن لكل موقف من المواقف الخيّرة أو الشرّيرة تأثيراته الذاتية في صعيد الواقع والإنسان ، فليس البلاء الذي يحدث مجرّدا عن ظروفه المحيطة به ليكون عقوبة إلهيّة للإنسان منفصلة عن العوامل الداخلية للسلوك الإنساني ، بل هو نتيجة طبيعية له. فقد أراد الله أن يربط بين الواقع العملي للإنسان ، وبين النتائج السلبية ، ليحسّ الإنسان ، بالطعم المرّ الذي يتذوّقه في معاناته من الآلام والأحزان والمصائب والمتاعب ، فيدفعه ذلك إلى الارتداع عن مواقفه السلبية ، وهذا ما أكدته هذه الآية : (ظَهَرَ الْفَسادُ