كمنهج حياة ، فإنه يحقق للحياة سلامها واستقرارها وتوازنها ، لينعكس ذلك على الإنسان خيرا وبركة ومحبة وسلاما.
وعلى ضوء هذا ، كان الجهاد الإنساني في مواجهة عوامل الانحراف في نفسه وقوى الشر في حياته ، حاجة إنسانية للاستقرار والطمأنينة يجلب فيها الإنسان الخير لنفسه ، وليس حاجة إلهيّة في ما قد يتخيله البعض من حاجة الله إلى عباده في ما يكلفهم به من شؤون الإيمان والعمل الصالح ، ليكون الأمر بالجهاد من بعض ذلك ، لأن الله لا يحتاج إلى أحد في أي شيء ، لقدرته على كل شيء (إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) بل هم الفقراء إليه لأن كل ما يملكونه من وجودهم ومن تفاصيل هذا الوجود ، هو نعمة منه في طبيعته وفي استمراره ، وهو القادر على أن يذهبهم جميعا بإرادته كما كان القادر على إيجادهم وتدبير أمورهم بقدرته.
* * *
ثواب من امن وعمل صالحا
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وثبتوا على إيمانهم في مواقع الزلزال وأصروا على الاستقامة في العمل في دروب الانحراف ، فلم تغيّرهم الظروف الصعبة ، والإغراءات الحلوة ، والتهاويل القاسية ، بل زادتهم إصرارا على الثبات ، ولذلك استحقوا رضا الله ومحبته وغفرانه (لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) في ما قد يكونون مخطئين فيه في بعض أجواء الغفلة ، أو في ما عاشوه سابقا في زمان الكفر والعصيان بعد ما انتقلوا إلى رحاب الطاعة والإيمان ، فلا يبقى من الماضي شيء للمستقبل ، بل يتحرك الحاضر والمستقبل من دون أية عقدة تثير الحزن ، أو أيّة مشكلة تربك الحياة ، لأن الله لا يريد للإنسان أن يبقى خاضعا