إلى عبادة غيره ، هي أنهم يناقضون أنفسهم في بعض الحالات التي يشتد عليهم فيها الضغط في دائرة الخطر على الحياة ، فيلجئون إلى الله ، لأنهم لا يرون أمامهم سبيلا للنجاة إلا اللجوء إليه.
* * *
اللجوء إلى الله عند انقطاع السبل
(فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ) وثارت بهم الرياح من كل الاتجاهات ، وأحاط بهم الموج من كل مكان ، ورأوا الموت بأعينهم ، واهتزت بهم الفلك حتى كادت أن تنقلب بهم لتغرقهم في أعماق البحر (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أن ينقذهم من ذلك ، ويسير بهم إلى الشاطئ الأمين ، ليرجعوا إليه ويعبدوه بإخلاص ويتجهوا بكل حياتهم إلى دينه ، ويتركوا كل ما سواه. ولكنها مجرد حالة طارئة ، وانفعال سريع في حالة الخطر (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ) واستراحوا إلى السلامة ، وعاشوا الأمل الكبير في امتداد الحياة بهم ، تركوا كل عهودهم ومواثيقهم واستعدادهم ، في ما التزموا به على أنفسهم أمام الله ، ونسوا ذلك كله (إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) بالله ، فيما تفرضه عليهم أطماعهم ، فيرجعون إلى أوثانهم وأصنامهم وإلى آلهتهم التي يعبدونها من دون الله.
* * *
لا مفرّ للكافرين من العذاب
كيف يكفر هؤلاء؟ ما ذا ينتظرون؟ هل يفكرون بالامتداد الخالد للحياة في أجسادهم؟ هل ينتظرون أن تبقى لهم هذه الشهوات في أوضاعهم؟