ضرب الأمثال في القرآن
(وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) في ما أردناه من توضيح حقائق العقيدة والشريعة والحياة ، بمختلف الأساليب التي قد تعمل على توضيح الفكرة بشكل مباشر ، أو من خلال تقديم الفكرة المماثلة التي يوحي مضمونها الصادق بصدق الفكرة المطروحة. فليس للإنسان أيّ عذر في الكفر والضلال من هذه الناحية ، لأن المسألة لا تحتمل الغموض في الأسلوب وفي المضمون ، ولكن المشكلة أن بعض الناس من أمثال هؤلاء المشركين لا يكلفون أنفسهم عناء التفكير والتأمل والمناقشة العلمية الموضوعية ، بل يبادرون إلى إلقاء الأحكام الارتجالية السريعة ، المنطلقة من مواقع الانفعال من جهة ، أو من مواقع الانحراف الاختياري عن الحق ومحاولة مواجهته بالاتهام الظالم ، من جهة أخرى.
* * *
الإصرار على الجحود
(وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) ، إنهم يطلقون هذا الحكم على الموقف كله ، من دون أن يثيروا أيّ إشكال فكريّ هو في المضمون ، ليبحث المتهمون أو المحكوم عليهم ، مدى جدّية هذا الإشكال وصدقه ، تماما كما هي الطريقة المتبعة لدى الذين يملكون السلطة الغاشمة والقوّة الظالمة ، عند ما يريدون مواجهة الدعوات التي تدعوهم إلى العدل والحق والخير ، فإنهم يستغلّون مواقعهم المتقدمة ، ليوجهوا إلى المظلومين