الاختياري الذي قد يكون ـ في حساب المسؤولية ـ أشد خطرا من الصمم الطبيعي.
(إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) إذا ابتعدوا معرضين عن التجاوب معك من موقع العقدة المستحكمة في داخلهم ، والرفض العدواني في شخصيتهم. فإن أوّل شروط التفاهم بين الناس في ما يختلفون فيه ، هو إرادة الوصول إلى النتائج الحاسمة للفكرة ، فإذا فقدها أحد الفريقين ، تعطل الموضوع كله.
* * *
الهدى يحتاج إلى بصيرة
(وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) من هؤلاء الذين يملكون العيون التي يبصرون بها الطريق ، ولكنهم لا يملكون العيون التي يبصرون بها آفاق العقيدة ، ومواقع المسؤولية ، وسبل الهدف الكبير ، وهي عيون القلوب التي يشرق من خلالها الفكر على حركة الإيمان في الإنسان ، لأنهم أغلقوا عيونهم الفكرية عن التحديق بالحقائق الواضحة التي تقدمها الرسالة أمامهم ، في مواقع الوحي النازل من الله. ولذلك ضاعوا وضلوا الطريق ، فلا تستطيع هدايتهم إليه ، لأنهم قد عطلوا الأدوات الحيّة التي تقودهم إلى ذلك.
(إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) إيمان عقل ووعي وإرادة (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) منقادون لله ، خاضعون لإرادته ، لأنهم أسلموا كل حياتهم له ، بعد أن آمنوا بأنه يملك منهم ما لا يملكونه من أنفسهم ، لأنه هو الخالق الذي يملك الأمر كله والكون كله.
* * *