النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ) ، فكما يهرب الإنسان من عذاب الله فيترك كل شيء يؤدي إليه لأنه لا يستطيع تحمّله لخطورته وقسوته ، فإنه يهرب من فتنة الناس في ما تحتويه من ضغوط وتهاويل ، وفي ما تثيره من مشاكل في داخل حياته.
* * *
ادعاء الإيمان عند النصر
(وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) وذلك في ما يحصل عليه المؤمنون من انتصارات على مستوى قوّة الدعوة ، عند ما يرتاح الموقف ، ويبتعد عن أجواء الاضطهاد والتنكيل. وقد فسّرها البعض بالنصر الذي حصل للمسلمين فيما بعد الهجرة ، لأنهم لم يحصلوا على أيّ موقع للقوّة قبل ذلك ، مما يمكن أن يعبّر عنه بالنصر ، بل كانوا في موقع الضعف ، حيث اضطر البعض منهم للهجرة إلى الحبشة. وعلى ضوء ذلك ، فإن الآية تكون مدنية لا مكية ، على خلاف المعروف المشهور من ذلك وهو قريب ، مع إمكان إثارة ملاحظة معينة ، وهي أن الآية كانت تعالج النماذج في نطاق الجوّ العام لحركة الدعوة في حياة الناس المنافقين بين واقع الضعف وواقع القوّة ، لا في نطاق الحالات الخاصة ، لنبحث عن النموذج في داخل مرحلة معينة من خلال أفرادها ، والله أعلم.
* * *
الله أعلم بما في الصدور
(أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) فلا يخفى عليه منهم شيء. فكيف يتحدثون مع المؤمنين بأنهم كانوا معهم ، وأنهم المخلصون لعقيدة