أجله ، (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) المستقيم الذي ينطلق من الله في عمق الفطرة وصفاء الروح (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) قبل ذلك ، في ما كانوا يعيشونه من وحدانية الله وعبادته.
* * *
مصير المستكبرين
(وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ) الذين كانوا يمثلون مراكز القوى المالية والسياسية التي أفسحت لهم المجال في السيطرة الواسعة على الناس ، (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ) ليهديهم إلى الله وإلى صراطه المستقيم ، (فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ) ودفعهم استكبارهم إلى إنكار الحق ، والتعالي على الناس ، والتمرد على الرسل ، وحاولوا أن يدافعوا بقوتهم ، ليبطلوا الرسالة ، ويهزموا الرسول ، ويطفئوا نور الله ، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك ، فقد أخذهم الله بعذابه (وَما كانُوا سابِقِينَ) أي غالبين في ما يمثله السبق من الغلبة على سبيل الكناية.
(فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً) وهي الحجارة ، التي أنزلها الله على قوم لوط ، أو الريح التي تقذف بالحصى ، التي أرسلها الله على عاد (وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ) وهم قوم ثمود وقوم شعيب (وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ) وهو قارون (وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا) وهم قوم نوح ، وفرعون وهامان وقومهما.
(وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) لأن الله لا يظلم أحدا ، فإن الضعيف هو الذي يحتاج إلى الظلم ، ليأخذ ما ليس له بحق ، أو ليدفع عن نفسه ضرر الآخرين ، أمّا القويّ ، فإنه يستطيع أن يصل إلى ما يريد دون أن يخاف من أحد