ـ على ما يبدو ـ كان مرسلا ، من خلاله.
* * *
إعلام إبراهيم بإهلاك قوم لوط
(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) بأن الله سيرزقه ولدا ـ بعد وقت طويل ـ (قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) التي يسكنها لوط ، وربما كانت الإشارة إليها بكلمة «هذه» التي تدل على الإشارة إلى القريب ، دلالة على قربها من مكان إبراهيم في الأرض المقدسة ، (إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ) وتحول ظلمهم الى خطر عليهم وعلى الناس ، فاستحقوا العذاب بذلك.
(قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً) فإذا كانوا ظالمين ، فإن لوطا ليس منهم ، فكيف ينزل العذاب عليها وهو فيها ، فإن عذاب الله إذا نزل على أهل بلد شمل الجميع ، فلا ينجو منه أحد (قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها) فقد عرفنا وجود لوط ، وقد خطّطنا لإخراجه منها مع أهله ـ ما عدا امرأته ـ قبل إنزال العذاب ، فإن الله قد أنزل العذاب عليهم لاستحقاقهم ذلك ولتمرّدهم على لوط واستخفافهم به ، ولاستجابة دعائه بالنصرة عليهم ، فكيف يناله العذاب ، (لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) الهالكين الذين يضمّهم غبار الموت لأنها كانت مؤيدة لقومها ضد لوط.
* * *