على العطية ، والمراد به هنا : الرزق ، وابتغاء الفضل : طلب الرزق.
* * *
من آيات الله في الإنسان والكون والحياة
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) ثم نفخ فيكم من روحه ، فتحوّلتم بشرا أحياء أسوياء ، وجعل من عنصر التراب ، في م ا يتحول إليه من الغذاء ، نطفة تحمل في داخلها سرّ الحياة (ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) فتملأون الأرض كلها وتديرون حركتها من خلال خصائص البشرية العاقلة المتحركة.
وتلك هي قصة الإعجاز في تفاصيل عظمة خلق الإنسان في كل أجهزته التي تمثل فيها النظام الدقيق الذي تتحرك الحكمة في جميع دقائقه ، ولكنها الألفة التي يعيشها الإنسان في مواجهته لوجوده ، حيث يفقد معها كل شعور بالعظمة والدقة والإعجاز ، مما يريد القرآن له أن يخرج من هذا الجو ليفكر ويتدبر ويجد في ذلك كله الآية الظاهرة الدالة على وجود الله.
* * *
آية خلق الأزواج من أنفسكم
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) في أجواء الهدوء النفسي والطمأنينة الروحية ، والاستقرار الغريزي ، والهدوء العاطفي ، في طبيعة التكامل الإنساني في علاقة الرجل بالمرأة ، في ما يحس به كل واحد منهما أن الآخر جزء من ذاته وقطعة من نفسه ، بحيث يعيش في فراغ شعوري هائل عند ما يشعر بالابتعاد عنه والحرمان منه ، وذلك من خلال طبيعة