وأطماعهم وحدودهم الضيقة في خط الأنانية الفردية والجماعية المحدودة ، مما يجعل الناس منغلقين عن بعضهم البعض ، مشغولين بالفرح الأناني بما عندهم ، وهذا هو الذي يوحي به حزبية الأشخاص والأطماع والمصالح الخاصة. أمّا الانتماء إلى الله وإلى دينه الذي يمثل الانفتاح على المسؤولية في الحياة وعلى الناس ، فإنه لا يغلق حياة الإنسان عن الآخرين ، بل يفسح له المجال للانفتاح على كل المواقع الإنسانية. وبذلك يعيش الفرح الروحي بالله وبرسله وبكتبه ، وبالمسؤولية المتحركة في مواقع الحياة كلها. ولكن ، لا بد من الحذر من النوازع الذاتية التي قد تطغى وتسيطر على الأفكار الرسالية ، فتنحرف بها عن شمول الحياة وامتدادها.
إن المسألة المطروحة في المنهج القرآني ، هي أن يرجع الإنسان إلى صفاء الفطرة ونقائها ، ولا يستغرق في وحول الأطماع ونوازع الذات ، حتى يعيش مع إنسانيته ، ولا يسقط أمام بهيميته ، ليفكر بالرسالة قبل أن يفكر بالشهوة والذات.
* * *
المراد من لفظ الدين
وقد اختلف المفسرون اختلافا كبيرا في هذه الآية حول بعض مفرداتها. ونريد الإشارة إلى ما ذكره البعض من تفسير الدين بأنه : «الأصول العلمية والسنن والقوانين العملية التي تضمن باتخاذها والعمل بها سعادة الإنسان الحقيقية» باعتبار أن ذلك هو «من اقتضاءات الخلقة الإنسانية» «وينطبق على التشريع والتكوين».
والظاهر أن المراد بالدين هو التوحيد الذي يمثل القاعدة التي انطلقت فيها الرسالات لتؤكدها كحقيقة إيمانية ، تتفرع منها كل التفاصيل التي تربط