الأجواء العامة لسورة الروم
للآيات الأولى في هذه السورة قصة تتصل بالأجواء العامّة التي كانت تسود ساحة الصراع ، في ما كان يدور من تسجيل النقاط بين المسلمين والمشركين على ضوء ما كان يحدث من أوضاع وتطورات في داخل معسكر الإيمان الذي يمثله أهل الكتاب ، وفي داخل معسكر الكفر الذي يمثله الفرس الذين كانوا على دين المجوسية الرافضة للتوحيد ، وذلك عند ما تغلب الفرس على الروم ، مما اعتبره المشركون انتصارا للخط العقيدي الذي يلتقون به في أكثر من موقع لقاء ، وهزيمة للخط التوحيدي الذي يعارضونه.
وربما أثار المشركون الكثير من اللغط والضوضاء والاستهزاء والتعالي على المسلمين. وربما قابل المسلمون ذلك بالشعور بالضعف والهزيمة أمام قوة الشرك على التوحيد.
وقد روى ابن جرير ، بإسناده عن عبد الله بن مسعود ، قال : كانت فارس ظاهرة على الروم ، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس ، لأنهم أهل كتاب ، وهم أقرب إلى دينهم فلما نزلت : (الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ