الآية
(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) (٥٤)
* * *
الله يخلق ما يشاء
هل يملك الإنسان نفسه ، وما هو موقع إرادته في مسألة التحوّل البدني في مراحل النمو ، وفي حركة القوّة ، أم أن الله يملك ذلك كله من دون أن تكون للإنسان أيّة إرادة في ذلك ، فليس له من الحركة في داخل جسده ، إلا ما مكّنه الله من إدارة التفاصيل المتعلقة به.
هذا هو السؤال الذي تجيب عنه هذه الآية لتوجه الإنسان إلى التفكير الجادّ في حركة النموّ في داخل جسده ، ليعرف مواقع تدبير الله له ، وخضوع حياته كلها إليه ، لينفتح عليه من موقع الإيمان والطاعة ، ويسلّم أمره له في كل شيء.
(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) يتمثل في مرحلة الطفولة ، لأن الإنسان لا