مجمع البيان في قوله تعالى : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) عن أبي سعيد الخدري وغيره أنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أعطى فاطمة عليهاالسلام فدكا وسلّمه إليها ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام. (١)
وقد ذكر صاحب تفسير الميزان أن الآية إذا كانت مدنيّة ، فمن الممكن أو المتعين ، أن يكون المراد به قرابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أمّا إذا كانت مكية ، فإن المراد به قرابة الأرحام (٢).
ولا بد للمفسّر في مثل هذه الكلمات من أن يواجه الكلمة بالمعنى المطلق الشامل الذي يمتد في حياة كل مكلف ، انسجاما مع كلمة المسكين وابن السبيل الممتدة في الحياة العامة ، هذا من ناحية طبيعة الكلمة ، ولكن لا بدّ من رفع اليد عن العموم إلى الخصوص إذا قام هناك دليل معتبر على تخصيصه بقرابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مما يحتاج الحديث فيه إلى مجال آخر في الأبحاث الفقهية.
* * *
التصدق على المسكين
(وَالْمِسْكِينَ) وهو الفقير الذي لا يملك مؤونة سنته قوّة وفعلا ، وقد يراد به الإنسان المسحوق الذي قد يكون أسوأ حالا من ذلك ، (وَابْنَ السَّبِيلِ) المسافر الذي انقطع في سفره فاحتاج إلى المعونة العامة لفقدانه للوسائل الخاصة التي يستطيع بها تدبير حاله بشكل طبيعيّ ، (ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ) لأن الإنفاق على أمثال هؤلاء يحمل في داخله رضا الله الذي يحب
__________________
(١) مجمع البيان ، م : ٤ ، ص : ٣٩٥.
(٢) تفسير الميزان ، ج : ١٦ ، ص : ١٩٠. [بتصرف]