في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها» (١).
* * *
(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)
(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) فلن يفلت منه أحد ، فلا يخوّفكم به الذين يريدون أن يفرضوا عليكم إرادتهم في اختيار الشرك وترك التوحيد ، بل تابعوا نهجكم الإيماني في الانفتاح على الله والدعوة إلى دينه ، والجهاد في سبيله ، وانتقلوا من موقع إلى آخر ، وهاجروا إلى بلاد الحرية هربا من بلد العبودية ، لأن ذلك هو الذي يقربكم من الله ، ويرفعكم إلى مستوى رضوانه ، ويدخلكم في جنته ويبعدكم عن ناره لأنكم ستقفون بين يديه ، إن عاجلا أو آجلا ، مهما امتد بكم العمر وتحركت بكم الحياة ، فإن الحقيقة التي يؤكدها الله لكم ويثيرها في وعيكم أن كل حيّ ميت ، (ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ) فاحسبوا حساب الموقف هناك عند ما يدعوكم الله للحساب في ذلك اليوم.
* * *
بشارة الذين امنوا وعملوا الصالحات
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) وتلك هي بشارة الثابتين على خط الإيمان أمام اهتزازات الشرك ،
__________________
(١) الطبرسي ، أبو علي الفضل بن الحسن ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، مؤسسة التاريخ العربي ، ط : ١ ، ١٤١٢ ه ـ ١٩٩٢ م ، م : ٤ ، ص : ٣٧٥.