كتاب الله .. آيات بيّنات ورحمة للمؤمنين
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) على الطريقة التي أنزلناه فيها على من قبلك من الأنبياء ، على أساس توحيد الله وإسلام الفكر والقلب والوجه واليد واللسان (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) من خلال الحقائق التي توحد بين الكتابين وتدلّل على صدقه ، كوحي نازل من الله. وبذلك يكون الإيمان به طبيعيا في حياتهم ، بحيث يكون التمرد من قبلهم ، تمرّدا على قناعاتهم الداخلية في خط الانفعال على سبيل المكابرة للحق والتعصب للباطل. (وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) ولعلها إشارة إلى المشركين الذين انفتحت قلوبهم على إشراقة الحق في آياته (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الْكافِرُونَ) المتمردون الجاحدون الذين أغلقت أبصار قلوبهم ، فلم يروا أمامهم ملامح الحقيقة في ما يقرءونه ويسمعونه من الكتاب ، أو الذين تعقّدوا واستكبروا فأنكروا الحق عنادا واستكبارا وانغلاقا على ذواتهم في دائرة أنانيتهم.
* * *
نفي كون القرآن ، من خط النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
(وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ) فلم يعرف أحد منك في تاريخك السابق على الرسالة ، أنك كنت تقرأ الكتب الدينية أو غيرها (وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) ولم يعرف عنك الكتابة لما تفكر به ، أو تسمع به ، لأنك لم تتعلم ذلك من أيّ شخص ، بل كنت ـ كغيرك من أبناء قومك ـ أميّا لا تمارس القراءة والكتابة ، وقد أراد الله أن يبعثك نبيّا أمّيا ، يبدع الرسالة من وحي الله ، ويبلغها للناس ، ليعرفوا أنها وحي من الله ، وليست فكرا بشريا ، لأن النبيّ الذي جاء به لا يمكن أن يكون ناقلا له من كتاب رساليّ سابق ، لأنه لا يقرأ الكتب ، ولا