خصائصه وصفاته ، (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) في ما تدّعونه لها من الألوهية ، وفي ما تثيرونه حولها من أوهام وقداسات وتهاويل ، من فنون الكذب والخيال ، ولكن هل فكرتم في هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله ، وهل دخلتم في مقارنة بينها وبين الله في قدرته وفي حاجتكم إليه؟
* * *
الحاجة لا تطلب إلا من الله
(إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً) لأنهم لا يملكون في ذاتهم أيّ شيء ، ولا يستطيعون تحقيق أيّ أمر من الضرّ والنفع لأنفسهم ، فكيف يستطيعونه لغيرهم؟ فما معنى كل هذا التوجه إليهم ، والتوسل بهم ، والخضوع لهم ، في ما تطلبونه من قضاء حاجاتكم ، وتوسعة أرزاقكم ، مما هو بيد الله وبأمره ، لأنه الخالق للكون كله ، وهو المنعم علينا بكل ما جعل فيه من النعم الصغيرة والكبيرة.
(فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ) فهو المالك له والقادر على إنزاله إليكم (وَاعْبُدُوهُ) لأنه المستحق للعبادة في ألوهيته المطلقة التي لا يقترب منها شيء ، في ما هي العظمة والقدرة (وَاشْكُرُوا لَهُ) لأنه الرب المنعم الذي ترجع كل النعم إليه ، فما بكم من نعمة فمن الله.
(إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) في يوم القيامة لتواجهوا الحساب أمامه على أعمالكم في قضية المصير ممّا يفرض عليكم الارتباط به في حاجاتكم وفي عبادتكم وفي شكركم لنعمه ، لأن المسألة في غاية الخطورة ، على مستوى الوجود والمصير.
* * *