التنبؤ بغلبة الروم
(الم) من الحروف المقطعة التي تقدم الحديث عنها في أوائل سورة البقرة.
(غُلِبَتِ الرُّومُ) وهم القوّة التي كانت تمثل امبراطورية واسعة من المغرب إلى بلاد الشام ، وكانت بينهم وبين الفرس ؛ القوّة الامبراطورية الأخرى في بلاد فارس حتى بلاد العرب ، حروب شديدة ، في بعض نواحي الشام قريبا من الحجاز ـ كما قيل ـ فتغلبت فارس التي كانت تدين بالمجوسية على الروم الذين كانوا يدينون بالنصرانية ، (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) وهي القريبة إلى بلاد العرب ، (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) وسيطرة الفرس على مواقعهم في ساحة الحرب (سَيَغْلِبُونَ) فتدور الدائرة على الفرس في الحرب الجديدة التي يشنونها عليهم (فِي بِضْعِ سِنِينَ) وهو العدد ما بين الثلاثة والعشرة ، كما قيل.
وقد اعتبرت هذه الآية ، التي تحدثت عن غيب المستقبل الذي لم يكن هناك أيّ مؤشر عليه من خلال طبيعة أحداث الحاضر ، وجها من وجوه الإعجاز القرآني ، لأن النبي لم يملك علم ذلك في نفسه ، أو في ما يمكن أن يكون قد تعلّمه ، لعدم وجود الوسائل التي تؤدي إلى ذلك ، فلا بد من أن يكون ذلك من وحي علّام الغيوب الذي لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول.
* * *
(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)
(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) وهذه هي الحقيقة الإيمانية التي تحكم كل قضايا الحياة المتعلقة بالناس في علاقاتهم في ساحة النصر أو الهزيمة ، فقد