والمحقين والخيّرين الاتهامات بالظلم والباطل والشرّ ، ليدافعوا عن أنفسهم بهذه الطريقة الانفعالية الكاذبة ، (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) فقد ختم الله على قلوبهم ، فأغلقها عن وعي حقائق الأشياء ، انطلاقا من اختيارهم الأخذ بأسباب الجهل والبعد عن مواقع العلم ، مما جعل مسألة انغلاق القلب وعمى العقل ، مسألة نتيجة طبيعية للأسباب التي اختاروها بممارستهم الخاطئة المتمردة على الحق وأهله ، وهكذا كانت نسبة طبع القلب إلى الله ، من خلال ما أودعه الله في الأشياء من الربط التكويني بين الأسباب والمسببات ، وبين المقدمات والنتائج ، بعد أن جعل تحريك الأسباب في الواقع وفعل المقدمات بيد الإنسان واختياره.
* * *
وعد الله حق
(فَاصْبِرْ) يا محمد في دعوتك ، وليصبر الدعاة معك ، ومن بعدك ، لأن النتائج النهائية ستكون في مصلحة الدعوة عند ما تنتصر على الشرك كله ، (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) فقد وعدك الله بالنصر ولا يخلف الله وعده (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) ليهزّوا موقفك ، وليثيروا القلق في مشاعرك ، وليجعلوا موقعك من الموقف الحق ، موقفا خفيفا مهتزّا غير ثابت من خلال هؤلاء الذين لا يوقنون بالله سبحانه.
* * *