بدء الخلق والإعادة من سنخ واحد
(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) ذكر بعض المفسرين أن المراد بالرؤية النظر العلمي دون الرؤية البصريّة ... والمعنى : أولم يعلموا كيفية الإبداء ثم الإعادة ، أي أنهما من سنخ واحد هو إنشاء ما لم يكن ، وقوله (إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) ... فيه رفع الاستبعاد لأنه إنشاء بعد إنشاء. وإذا كانت القدرة المطلقة وإذا تتعلق بالإيجاد فهي جائزة التعلق بالإنشاء بعد الإنشاء ، وهي في الحقيقة نقل للخلق من دار إلى دار وإنزال للسائرين إليه في دار القرار (١).
وربما أمكن إرادة الرؤية البصرية على أساس مشاهدة عملية الخلق والإعادة في ما يراه الإنسان من مظاهر الحياة في الأرض في ما تهتز به من زروع تنبت ثم تموت ثم تهتز من جديد بالخضرة والحياة.
* * *
الاعتبار ببداية الخلق
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) في ما تشاهدونه من تنوّع الخلائق واختلافهم في ألوانهم وأشكالهم وطبائعهم ، من غير مثال سابق ، مما يوحي بعظمة القدرة واتساعها وشمولها لما يماثل ذلك في طبيعته ، الأمر الذي تكون فيه عملية الإعادة نتيجة طبيعية لذلك ، باعتبار أنها أقل صعوبة من عملية الإيجاد.
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٦ ، ص : ١٢٠.