(أَنابَ) : رجع.
* * *
حكمة لقمان وبعض وصاياه
ونقف أمام صورة لقمان الإنسان ، المنفتح على الفكر العملي الذي يبلغ بالإنسان إلى التوازن في حياته بين ما هو الفكر وما هو الواجب ، في ما يأخذ به ، أو يدعه ، لتستقيم له الحياة في الخط المستقيم.
* * *
إتيان لقمان الحكمة
(وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) في فكره وحديثه وحركته ، في الحياة ، وذلك من خلال ما حرّك به بصره نحو كل الأشياء التي تحيط به ، وتبدو له ، وما أصغى إليه بسمعه من كل ما يتحدث به الآخرون ، وما حرّك به عقله في إدارة ذلك كله ، في مواقع التأمّل والمقارنة والمحاكمة والاستنتاج ، ليعرف مصادر الأمور ومواردها وبدايات القضايا ونهاياتها ، وكيف تنفصل الأشياء وكيف تتصل ، وهكذا كان يواجه الحياة ، ويتحرك فيها مع الآخرين ، ليكون الإنسان الذي ينتج الفكرة من خلال حركة عقله وتجربته ، ثم يجلس مع الناس ليفتح عقولهم عليها ، وليوجّه مشاعرهم إليها.
وبدأ يفكر بالله ، وبنعمه التي يغدقها على الناس ، فيستمر بها وجودهم وترتاح معها أوضاعهم ، وتطمئن بها نفوسهم. ثم يتابع التفكير في الموضوع ، كيف يواجه الناس نعم الله ، وكيف يكون موقفهم أمامه ، هل يمرون بها بروح اللّامبالاة ، من موقع الألفة التي لا تثير في نفوسهم شيئا ، مهما كان الشيء