المغرية المشوّقة التي تثير التفاصيل الغريبة الملفتة للذهن ، المثيرة للانتباه ، لتجذب أسماع الناس إليه ، وتبعدهم عن الاستماع للنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وهذا هو ما نحاول أن نستوحيه من هذه الآيات التي قد تشير إلى هذه الفكرة ، ثم تتجاوزها إلى مجالات أوسع وأكبر من أصناف لهو الحديث ، لتلتقي كل وسائل اللهو من خلال اللحن والكلمة والأسلوب والجوّ والحركة ، لتمنع الناس من الانفتاح على كلمات الله ، بالاستغراق في الساحة اللّاهية العابثة ، في ما يلهو به اللاهون أو يعبث فيه العابثون.
* * *
(لَهْوَ الْحَدِيثِ)
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) في القصص التاريخية التي تحدثت عن تاريخ الطغاة والمستكبرين الذين قهروا المستضعفين من شعوبهم ، لتعميق عظمتهم في النفوس ، وإثارة الإعجاب بهم في العقول ، مما قد يؤدّي إلى فقدان الأمة الروح المعنوية المتحدية للظلم وأهله وللاستكبار وجنوده ، عند ما تنهزم أمام تهاويل التاريخ في حركة الحاضر ، أو في القصص العاطفية أو الخلاعية التي تثير في الداخل لهيب الغرائز وفحيح الشهوات ، لتنحرف بالعاطفة الإنسانية إلى الأجواء المنحرفة التي يقدس فيها الإنسان الشهوة المحرّمة والغريزة الجامحة ، بالطريقة التي ينسى معها ربّه ودينه ورسالته ومسئولية واهتماماته المصيرية في الحياة. ويفقد في داخلها روح الطهارة في الشعور ، وصفاء الروح في التأمّل ، ونقاء الإحساس في القلب لتتحول الحياة عندها إلى وحل غريزيّ يغرق فيه الحاضر والمستقبل ، أو في الألحان اللاهية العابثة المثيرة للطرب الذي يهز المشاعر حتى تفقد توازنها واستقلاليتها