وأمّا أنت يا زبير! فو الله! ما لان قلبك يوما ولا ليلة ، وما زلت جلفا جافيا ...
ووجّه خطابه إلى عثمان فقال له :
وأمّا أنت يا عثمان! لروثة خير منك ..
ثمّ التفت إلى عبد الرحمن بن عوف فقال له :
وأمّا أنت يا عبد الرحمن! فإنّك رجل عاجز ، تحبّ قومك ...
ثمّ وجه خطابه إلى سعد بن أبي وقّاص فقال له :
وأمّا أنت يا سعد! فصاحب عصبية وفتنة ..
ثمّ التفت إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له :
وأمّا أنت يا عليّ! لو وزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحهم ..
وانصرف الإمام عنه ، فالتفت عمر إلى حضّار مجلسه فقال لهم :
والله! إنّي لأعلم مكان الرجل لو ولّيتموه أمركم لحملكم على المحجّة البيضاء.
وبادروا قائلين :
من هو؟
هذا المولى بينكم ـ وأشار إلى الإمام.
ما يمنعك من ذلك؟
ليس إلى ذلك من سبيل (١).
ولم لا سبيل إلى ترشيح الإمام بعد ما رشّحه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقلّده منصب الخلافة في يوم غدير خمّ ، فهل هناك عيب في الإمام وعدم توفّر قابليات القيادة فيه؟ نعم ، إنّها الأضغان والأحقاد التي أترعت بها نفوس القوم ضدّ وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وباب
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١٢ : ١٥٩.