يوافق المعاني الاسمية في الوضع والموضوع له بمعنى ان الوضع والموضوع له فيه عام فما هو الموضوع له للفظ الابتداء هو الموضوع له للفظ من غاية الأمر يتعهد الواضع ان لا يستعمل لفظ الابتداء إلا استقلالا ولفظ من حين يلاحظ الابتداء مرآتا فكما ان الاستقلالية خارجة عن صقع المعنى كذلك الآلية.
والجواب عنه هو ان المعاني الحرفية والاسمية لو كان متحدا ذاتا فلا يعقل ان يكون لطبيعي واحد طورين من المصاديق مع انه لا يمكن ان يكون المعاني النسبية في الخارج الا في ضمن الطرفين وعلى فرض الاختلاف لا يكون لهما طبيعي واحد جامع لهما ليوضع اللفظ له وعدم إمكان ذلك في الخارج يكشف عن أن طور المعنى في الذهن بحيث لا يمكن لحاظه مستقلا في الحرف والاسم بالعكس.
لا يقال : لو لم يكن معاني الحروف والأسماء مستقلا فأي شيء يكون مدلولا للفظ الابتداء وأي شيء للربط.
والحاصل أي فرق بين الابتداء الذي يكون الدال عليه لفظه والابتداء الذي يدل عليه لفظ من فان كل واحد ابتداء لوحظ استقلالا.
لأنا نقول فرق بين كون الابتداء مفهوما من المفهومات في الذهن فانه لوحظ مستقلا كالظرفية من حيث المفهوم وبين كون اللفظ حاكيا عما هو الواقع في الخارج فان المعنى الحرفي في الخارج بحيث لا يمكن ان يكون مستقلا فيحكي عنه لفظة من (١) ومعنى الابتداء الاسمي بحيث يكون مستقلا فيحكي عنه لفظه.
وقد أشكل شيخنا النائيني (قده) على تقريب الآخوند (قده) بان تعهد الواضع استعمال كل واحد في الخارج كذلك على فرض كون الوضع عاما يجب ان يصحح استعمال أحدهما مكان الآخر وعلى فرض كون الخصوصية من قبل الاستعمال قيدا للمعنى لزم ان يكون استعمال كل واحد في مكان الآخر بنحو المجاز جائزا
__________________
(١) لا يخفى ان الابتداء في الخارج يجب ان يكون بنحو الاندكاك وما لوحظ مستقلا يكون في صقع الذهن فقط واللفظ حاك عنه