جزء معناه أم لا ما لفظه (لأن دلالة اللفظ لما كانت وضعية كانت متعلقة بإرادة المتلفظ الجارية على قانون الوضع فما يتلفظ به ويراد به معنى ما ويفهم عنه ذلك المعنى يقال انه دال على ذلك المعنى وما سوى ذلك المعنى فمما لا يتعلق به إرادة المتلفظ وان كان ذلك المعنى أو جزء منه بحسب تلك اللغة أو لغة أخرى أو بإرادة أخرى يصلح لأن يدل به عليه. انتهى).
واما عبارة العلامة في جوهر النضيد ان اللفظ لا يدل على معناه بذاته بل باعتبار الإرادة.
وقد تصدى لشرح العبارة المحقق الخراسانيّ ويخالفه الفصول في المعنى فقال (قده) ما حاصله ان الوضع في الدلالة التصورية غير تابع للإرادة ولكن في الدلالة التصديقية تابع لها أي التصديق بان المعنى مراد للافظها يتبع إرادته منه ويتفرع عليه تبعية مقام الإثبات للثبوت ولذا لا بد من إحراز كون المتكلم بصدد الإفادة واما الدلالة التصورية فهي غير محتاجة إلى ما ذكر بل تكون حتى لو صدر اللفظ عن النائم والساهي.
والجواب عنه هو ان كلامه من أصله باطل أو لا ولا ينطبق على المقام ثانيا لعدم
__________________
ـ قوله عدم كونه تابعا للإرادة في التصورية كما صدر عن النائم والساهي فانه يدل اللفظ على المعنى لكن لا على الوجه الذي يمكن ان يقال هذا مراد فيترتب عليه الآثار وهذه الدلالة أيضا يكون في الواقع لمسبوقية السامع بالوضع وإرادة الواضع فانها في أصل فهم المعنى تابعة لإرادة الواضع واما إرادة اللافظ فلا للقرينة على خلافها وهو النوم أو السهو ومن هنا ظهر وجه كلام النهاوندي (قده) واما ما يذكره الأستاذ (مد ظله) من عدم إحراز الواقع بالكاشف فهو مما لا يكون الكلام فيه على ما فهمناه.
والحاصل تبعية الدلالة للإرادة كلام وجزئية الإرادة الجدية كلام آخر وما عن العلمين غير الثاني وهما أجل شأنا من ان يتكلما بان الإرادة الجدية جزء المعنى ويترتبوا عليه ثمرته والشاهد على ما نقول هو انهم جروا البحث في المركبات التي دلالتها على المعنى التركيبي والعلمي ليست على حد سواء. فتدبر.