هذا العنوان جامعا بين المتفرقات كذلك واما كونها ناهية عن الفحشاء والمنكر (١) فهو أيضا غير صحيح لأن كثيرا منها لا تكون ناهية عن الفحشاء ضرورة انا نرى الناس يصلون ولا يكونون في صدد ترك الغيبة مثلا وأمثال ذلك فكيف يمكن ما لا يترتب على العمل الا قليلا يصير جامعا لجميع الصلوات والقانون المرسوم بين الحكماء الشامخين حاكم بان الواحد لا يصدر إلّا عن الواحد وفي المقام عنوان النهي عن الفحشاء واحد يجب ان يكون ما يصدر منه واحدا لا ان يكون بعض افراده غير مترتب عليه هذا الأثر وبعض افراده مترتب عليه والفرض ان الصلاة علة له ولا تكون معدة على ان ترتب الأثر على العمل لا يكون من نفس العمل بل هو عناية الله تعالى فانه يترتب الآثار بفضله ومنّه ولا تأثير لفعل العبد فيه الأعلى فرض الاعداد ويكون الجامع عرفيا لا واقعيا.
ويرد عليه ان ما ذكره معدا غير مقبول فانه من الممكن ثبوتا ان يجعل الله تعالى ملازمة بين فعل العبد وترتب الآثار في التكوين ويكون الأثر مترتبا عليه كذلك
__________________
(١) أقول انى اسمع هذا الكلام من أساتيذي أي ان بعض افراد الصلاة غير ناهية عن الفحشاء أو لا تكون معراجا وقد سمعته عن سيدنا الأستاذ (مد ظله) في سالف الزمان في الدرس لكن لا أدري انه عقيدته عليه أم لا ولكن في ذهني شيء وكتبته في ذيل جزوات سيدي الأستاذ وهو ان المراد بكونها معراجا أو ناحية عن الفحشاء إذ كان هو ان من يصلى يجب ان لا يجيء بمنكر أصلا فيكون المؤثر صلاة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ولا سهم لبقية الناس فيه وهذا كلام لا يمكن المساعدة عليه فان الطاهر من الدليل ان المؤمن صلاته معراج وناهية عن الفحشاء وعلى التحقيق يكون العروج إلى المعنويات والانتهاء عن المنكر بالنسبة إلى الأشخاص متفاوتا فصلاة علي عليه الصلاة والسلام يوصله إلى أعلى الدرجات وصلاة العالم المتقي مثلا يوجب تركه الغيبة وصلاة من دونه يوجب عدم التصرف في مال الغير لأنه يرى ان من شروط صحتها عدم كون اللباس غصبيا وهكذا وبالوجدان نفرق بين من يصلى ومن لا يصلى أصلا ويكون تاركا لها فان من آمن وصلى يكون عروجه بصلاته وانتهائه عن المنكر والفحشاء بقدر إيمانه فان الذي يسجد في مقابل عظمة الله يعرج بهذا القدر بخلاف من لا يكون كذلك.