للإنسان) واما ما لا يحتاج إلى ذلك مثل عروض الجنس أو الفصل كل على الآخر فهو من الذاتي فانهما متحدان في الوجود ولا يكون الجنس على حدة والفصل كذلك فلا يعتبر التساوي في صدق كون الذاتي ذاتيا كما عن صدر المتألهين (١) وفيه انه قد عرفت ان ما ذكروه يكون إنكارا لمبنى القائل بان موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية مع ضميمة ان الذاتي ما لا واسطة له في العروض ولا يكون جوابا على المبنى وقد أشكل على تعريف صدر المتألهين القائل بان العارض يمكن ان يكون أعم كعروض الجنس على النوع بتداخل العلوم فانه أكثر العلوم كان البحث عن الأعم بحثا للأخص فان موضوع علم النحو يكون الكلمة والكلام فلو كان البحث عن الفاعل بما انه فاعل من جهة التقديم والتأخير وساير الجهات المذكورة في علم البيان هو البحث عن ذلك الموضوع بواسطة عروضه على الأخص وهو الفاعل يتداخل كل علم أدبي مع النحو وكذلك الصرف موضوعه الكلمة والكلام والحال انه علم وعلم البيان علم آخر والبحث في أحدهما عن الكلمة والكلام من حيث الإعراب والبناء وفي الآخر من جهة الحسن والقبح والفصاحة والبلاغة.
لا يقال كما قال صاحب الفصول بان الموضوع وان كان في الجميع واحدا ولكن حيث كل يوجب التمايز فان البحث في علم النحو عن الكلمة والكلام من حيث الإعراب والبناء وفي علم الصرف من حيث الصحة والإعلال وفي علم المعاني من حيث الفصاحة والبلاغة وهذه الحيثيات يوجب تعدد الموضوعات بالاعتبار وفيه ان القيد لو أخذ في الموضوع بان يقال قيد الموضوع في علم النحو بكونه معربا يصير البحث عنه لغوا لأنه ضروري غير محتاج إلى البحث ليصير محمولا فان الحمل بعد تحقق الموضوع فهو لاحق ولا يمكن ان يكون سابقا.
فان قلت معنى ملاحظة الحيثية ان في الكلام استعداد البحث فيه عن كل جهة
__________________
(١) راجع الأسفار ج ١ ص ٣٣ فانه (قده) بينه بأبسط بيان