نفسه ، ومتى اهمل ثغره سهل سبيل عدوّه إليه ، وجعل له ثلمة (١) يدخل منها عليه ، وذلك بأن يفسد إرادته ، وبيّن أنه تعالى عفا عنهم ، وقيل : ذلك بحلمه (٢) عن تعجيل عقوبتهم (٣) ، وقيل : بل بالغفران عنهم عاجلا وآجلا ، وهو الصحيح ، لأنه جعل علة عفوه الأمرين ، فقال : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(٤).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...)(٥) الآية.
__________________
(١) ثلمة : الثّلمة بالضم : فرجة المكسور والمهدوم. القاموس ص (١٤٠٢).
(٢) تصحفت في الأصل إلى (بحمله) والصواب ما أثبته.
(٣) ذكره ابن عطية عن ابن جريج. انظر : المحرر الوجيز (٣ / ٢٧٤) ، واختاره السمرقندي في بحر العلوم (١ / ٣١٠).
(٤) قال أبو حيان : «الجمهور على أن معنى العفو هنا هو حطّ التبعات في الدنيا والآخرة ... (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)* أي غفور الذنوب ، حليم لا يعاجل بالعقوبة ، وجاءت هذه الجملة كالتعليل لعفوه تعالى عن هؤلاء الذين تولوا يوم أحد ...» البحر المحيط (٣ / ٩٩) وانظر : جامع البيان (٧ / ٣٢٧) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٧٤) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٩٥).
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٥٦. ونصّها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).