قال السدّي : هو خاصّ في الذين انهزموا إلى المدينة (١). وقال عمر وبه قال الربيع وقتادة : بل في الذين ولّوا المشركين أدبارهم (٢) ، فيكون عامّا فيمن أبعد ومن لم يبعد ، وبيّن أن الشيطان استزلهم بخطيئة كانت منهم ، قال الزجاج : إنما أذكرهم خطايا سلفت لهم ، فكرهوا أن يقتلوا قبل أن يتوبوا (٣) ، وقيل : بل كان منهم خطيئة صارت مسهلة لسبيل الشيطان إليهم (٤) ، فإن الإنسان إذا حصّن ثغره بالعمل الصالح والعلم فقد سدّ طريق الشيطان على
__________________
(١) رواه ابن جرير الطبري في تفسير جامع البيان (٧ / ٣٢٨ ، ٣٢٩) ، وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٤٣١).
(٢) قول عمر بن الخطاب رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٢٧) ، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٥٧) وعزاه لابن جرير. وقول الربيع رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٢٨) ، وقول قتادة رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٣٢٨) ، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٥٧) وعزاه لابن جرير وعبد بن حميد. وانظر : النكت والعيون (١ / ٤٣١).
(٣) معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٨١) وعبارة الزجاج : «وإنما أذكرهم الشيطان خطايا كانت لهم ، فكرهوا لقاء الله إلا على حال يرضونها».
(٤) قال النيسابوري : المعنى أنه كان قد صدر عنهم جنايات ، فبواسطة تلك الجنايات ، قدر الشيطان على استزلالهم في التولي. تفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٨) ، وانظر : الكشاف (١ / ٤٣٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٩٨) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ١٠٣) ، وروح المعاني (٤ / ٩٨).